"كمهندس طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لي مطلقاً ان ارفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمدا"
بهذه المقولة نستطيع فهم فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء حسن فتحي واسلوب عمله وحبه للبساطة والفقراء ,فقد اتخذ حسن فتحي من الانشاء التقليدي بالمواد الطبيعية اسلوبا تفرد به فبنى قصورا من الطين للفقراء و ووفر لهم البيئة السكنية الصحية وهذا الامر الذي جعله من اشهر معماريي هذا العصر و اهله للحصول على جائزة افضل معماري للقرن العشرين
ولد المهندس حسن فتحي عام 1900م ميلادية في الاسكندرية ,وانتقل مع اسرته في طفولته ليسكن في القاهرة في حي الجمالية
تخرج من مدرسة "المهندس خانة" (كلية الهندسة) بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) عام 1925، وعُين كأول عضو مصري في هيئة التدريس الحديثة بمدرسة الفنون الجميلة في عام 1930، ثم أوفدته الكلية في بعثة إلى باريس ليدرس الدكتوراه
وعمل حسن فتحي في مؤسسة "دوكسياريس" للتصميم والانشاء بأثينا بين عامي 1957_1962
وعمل استاذا محاضرا بجامعة الازهر الشريف في قسم التخطيط بين عامي 1964_1968 وخبيرا بمعهد أدلاي استفسون بجامعة شيكاغو بين عامي 1968_1970 وحصل على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1969 وجائزة الدولة التقديرية سنة 1959 ووفاته المنيه عام 1989 م
.
الجوائز الحاصل عليها :
حصل "حسن فتحي" على جوائز عديدة، تقديرا لإنجازاته ومن هذه الجوائز جائزة الدولة التشجيعية في العمارة عن تصميم وتنفيذ قرية "القرنة الجديدة" (النموذجية بالأقصر) عام 1958م، وفي العام التالي، حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التشجيعية للفنون الجميلة، وفي العام 1960 حصل على ميدالية هيئة الآثار المصرية، أما في عام 1967 فحصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون الجميلة، وحصل في عام 1980 على جائزة الرئيس من منظمة "الأغاخان" للعمارة، وفي نفس العام حصل على جائزة "نوبل" البديلة "RLA" وهي جائزة يقدمها البرلمان السويدي في اليوم السابق لتوزيع جوائز "نوبل" التي يقدمها ملك وملكة السويد (والتي لا تضم جائزة للهندسة المعمارية)، وحصل في العام نفسه أيضا على جائزة "بالزان" العالمية.
وحصل في العام 1984 على الميدالية الذهبية الأولى، من الاتحاد الدولي للمعماريين كاحسن مهندس معماري في العالم عن تصميمه "قبة الاتحاد الدولي للمعماريين "UIA" ويضم هذا الاتحاد تسعة آلاف معماري يمثلون 98 دولة، وأعلن وقتها أن نظرياته الإنشائية ومفاهيمه المعمارية يتم تدريسها للطلاب في 44 جامعة بالولايات المتحدة وكندا وجامعات أخرى في دول شمال أوربا، أما في العام 1987 فحصل على جائزة "لويس سوليفان" للعمارة (ميدالية ذهبية) من الاتحاد الدولي للبناء والحرف التقليدية.
وحصل على الجائزة التذكارية لكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا عام 1988 وقد نالها خلال المؤتمر العلمي الرابع لها، وقد أعلن "حسن فتحي" عند تسلمه الجائزة أن هذا هو أول تكريم من محفل أكاديمي مصري يحصل عليه في حياته، وكان ذلك قبل وفاته بعام واحد.
الجوائز الحاصل عليها :
بنى "حسن فتحي" بيوتا بالطوب اللبن، وسقفها بقباب صبغها بجمال معماري بديع، فلم يصممها كمهندس، يهتم بحساباته العلمية ومعاييره الهندسية في المتانة والتصميم فقط، لكنه طعمها بروح فنان يرتبط ببيئته ويعشقها، ليضع لمساته الفنية الجمالية على المباني لتتجاوب مع البيئة المحيطة، بتكلفة اقتصادية بسيطة، ولم يكن البحث عن الأشكال المحلية مبعثه رغبة عاطفية للاحتفاظ ببعض من تذكار القرى القديمة، وإنما استعادة الإرث.. " كنت أود أن أمد جسرا على الفجوة التي تفصل المعمار الشعبي عن معمار المهندس التقليدي، وأن أوفر صلة متينة مرئية بين هذين المعمارين في شكل ملامح مشتركة بينهما معا".وكان "حسن فتحي" يرى أن استخدام مواد عالية التقنية، مثل قوالب الخرسانة المسلحة والحوائط الزجاجية، جريا وراء التحديث، في تجاهل للأسس العلمية والحضارية التقليدية والبيئية القديمة، التي تعاملت مع معطيات البيئة وحلت مشكلاتها، أدي بنا إلي كارثة مادية وإنسانية، وقدم المهندس "حسن فتحي" فلسفة تصميماتها من العمارة الأوروبية التي تفضل الانفتاح على الخارج، مع الارتباط الوثيق بالبيئة المحلية.
المراحل الابداعية لعمارة حسن فتحي :
يقسم المتخصصون مراحل إبداع عبقرية "حسن فتحي" الهندسية إلى خمس مراحل، تبدأ المرحلة الأولى في العام 1926، بعد تخرجه مباشرة، وفيها كان يتبع الطرز العالمية في البناء، والمرحلة الثانية بدأت في عام 1937واتجه فيها إلى اكتشاف وإحياء العمارة المحلية، وأبرز مشاريعها قرية "القرنة" حيث بناها تبعًا لطريقته في بناء بيوت الفلاحين، وأثبت على نطاق واسع وواقعي، أن بناء القرى بالطوب اللبن تقل تكاليفه عن البناء بأي مادة صناعية أخرى، فضلا عن تناسب هذا البناء مع البيئة المحيطة، وتبدأ المرحلة الثالثة في عام 1957 وهي فترة عمله في اليونان، وفيها قام بالعديد من المشاريع، وشارك في مشروع مدينة المستقبل، أما المرحلة الرابعة 1963، فتعد أكثر المراحل إنتاجية وإبداعا، وأشهر مشاريعها قرية "باريس" في مصر ، وتعد المرحلة الخامسة هي أقل المراحل إنتاجا؛ لتقدم عمر عبقرية الهندسة وبدأ هذه المرحلة في عام 1980 وانتهت بوفاته عام 1989 وأهم مشاريعها هي قرية "دار الإسلام" والذي نقل "حسن فتحي" إلى بؤرة الأضواء عالميا، وأنجز جانبا منه في "نيومكسيكو" بالولايات المتحدة الأمريكية لحساب "منظمة دار الإسلام" وقد نفذ من تصميماته لهذه القرية: المسجد، والمدرسة، وبيت الطلبة، جمع فيها بين طابع المباني الإسلامية في المنطقة العربية، والأسلوب الريفي في الأسقف القبابية، وحقق هذا المشروع أكبر الأثر في حسن استقبال نظرياته المعمارية، وتوالى بعد ذلك التقدير العالمي لفنه، والاحتفال بأسلوبه والاعتراف به كأحسن المعماريين، قبل وفاته بخمس سنوات فقط.
0 التعليقات: